الدول التي عاثت ولعبت الثورات بنسيجها الوطني تجدها قابلة للتفكك والشرذمة. والسودان إحدى هذه الدول التي تكالبت عليها الثورات والانقلابات فجعلتها كعصف مأكول. والأمثلة على ذلك كثير وخاصة في عالمنا العربي. عندما قامت الثورة في مصر على الملكية كان من نتائجها انفصال السودان عن مصر عام 59 حيث اتخذ عبدالناصر قرار انفصال السودان عن مصر ليتحول إلى بطل وزعيم الاستقلال ليتسنى للاستعمار الحديث الهيمنة والنفوذ على هذه الكيانات الحديثة التي تحتاج إلى حاضنة وإلى قوى عالمية تحميها من مطامع الجوار والقوى الدولية الأخرى. وتلت ذلك حركات مسلحة وانقلابات عدة في السودان أو كما يحلو للانقلابيين تسميته بالثورات. فقد على أثرها السودان جنوبه، وبعد انفصال الجنوب، أصبحت الحركة الشعبية/ شمال تمثل مصالح أبناء جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، بينما الحركات الأخرى تقول إنها تعبير عن مصالح أهالي دارفور، التي ضمهم لاحقاً تنظيم الجبهة الثورية. وباختصار إجمالي الثورات في السودان ثلاث؛ هي الثورة الأولى التي قامت في أكتوبر 1964م ضد نظام الرئيس إبراهيم عبود، ثم ثورة أبريل 1985 التي أطاحت بالرئيس جعفر النميري، فالثورة الحالية التي أسقطت نظام عمر البشير في أبريل 2019.
النتيجة الخطيرة لهذه الثورات أنها تضعف وتدمر النسيج الاجتماع للدولة وما تشكله من تهديد شديد للوحدة الوطنية، وكما أشار إليه أخي وصديقي البروفيسور الدكتور صدقه فاضل في مقاله بصحيفة «عكاظ» عن أهمية الوحدة الوطنية: «الوحدة الوطنية، وأهميتها، على الساحة الدولية بخاصة، أن «قوة» (Power) أي دولة هي: ما تملكه من عناصر القوة والنفوذ والتفوق، مقارنة بغيرها من الدول الأخرى. فمدى قوة أي دولة يتحدد بـ«مدى» ما تملكه من عناصر القوة الست الرئيسية، وهي: النظام السياسي الإداري للدولة، الموقع الجغرافي، كم ونوع السكان، الموارد الطبيعية، الإمكانات التقنية والصناعية، القدرات العسكرية. ويتضمن عنصر السكان: مدى انصهار وتماسك وتضامن هؤلاء السكان فيما بينهم، وفيما بينهم وبين حكومتهم.. أو مدى وحدتهم الوطنية».
الثورات تضعف هذه الوحدة الوطنية وتفتتها وهو ما حدث في كثير من البلدان التي اكتوت بنار الثورة، والأمثلة ظاهرة للعين في منطقتنا العربية وغيرها من بلدان العالم. لهذا استغلت القوى الأجنبية هذا الخلل في السودان على حساب مصلحة البلاد وسكانه، والبعض سعى لتحقيق مصالح آنية قصيرة دون أدنى اهتمام بالنتائج الوخيمة على هذا البلد الغالي على قلوبنا. وما يميز الثورة على البشير أنها جاءت مصحوبة بحركة مسلحة أخرى فرضت نفسها فرضاً، هي مليشيا الجنجويد الدعم السريع، التي تختلف عن الحركات الأخرى؛ فهي تتبع لعائلة بينما الأخريات مناطقية وقبلية مع ظلال من الولاء الشخصي، ولكن الدعم السريع يعتبر الأكبر حجماً وقوة والأكثر شراسة.
في ظل المنطقية والأيديولوجية والقبلية والعرقية والمليشيات والمصالح الفردية يصبح الخيار الوحيد السائد هو المصلحة والفائدة الذاتية حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة الكبرى للدولة، لذلك هبّت القوى الدولية لاغتنام هذا الوضع العبثي وإرسال البعثات تحت مسميات مختلفة والعمل على مد الجسور مع الطامعين والراغبين في الثروة والسلطة.
الصورة شديدة السواد لأن المرض مزمن وقديم وهناك تراكمات، فضلاً عن المصالح الشخصية والقبلية والمناطقية والأيديولوجية التي تستفيد هي وغيرها من هذا الوضع الذي لا يصلحه وقف النار المؤقت أو الهدنة أو أي تسوية لا تراعي جذور المشكلة. في حين تغلغل الفكر الإخواني في مفاصل الجيش وصبغة المصلحة العائلية والمصالح الشخصية وحب الذهب على تكوين قوات الردع السريع.
المصلحة الوحيدة التي لا يراعيها الطامعون هي مصلحة السودان كدولة ووطن وشعب بكامل أطيافه. لهذا يجب أن يكون التدخل من الدول الفاعلة في المنطقة لإعادة التهدئة ووقف الاحتكام للسلاح والسعي لحل المليشيات وضمها داخل الجيش، وإعادة هيكلة الجيش وعقيدته وتشكيل حكومة انتقالية تراعي مصلحة السودان وتعيد النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية للسودان الشقيقة.
النتيجة الخطيرة لهذه الثورات أنها تضعف وتدمر النسيج الاجتماع للدولة وما تشكله من تهديد شديد للوحدة الوطنية، وكما أشار إليه أخي وصديقي البروفيسور الدكتور صدقه فاضل في مقاله بصحيفة «عكاظ» عن أهمية الوحدة الوطنية: «الوحدة الوطنية، وأهميتها، على الساحة الدولية بخاصة، أن «قوة» (Power) أي دولة هي: ما تملكه من عناصر القوة والنفوذ والتفوق، مقارنة بغيرها من الدول الأخرى. فمدى قوة أي دولة يتحدد بـ«مدى» ما تملكه من عناصر القوة الست الرئيسية، وهي: النظام السياسي الإداري للدولة، الموقع الجغرافي، كم ونوع السكان، الموارد الطبيعية، الإمكانات التقنية والصناعية، القدرات العسكرية. ويتضمن عنصر السكان: مدى انصهار وتماسك وتضامن هؤلاء السكان فيما بينهم، وفيما بينهم وبين حكومتهم.. أو مدى وحدتهم الوطنية».
الثورات تضعف هذه الوحدة الوطنية وتفتتها وهو ما حدث في كثير من البلدان التي اكتوت بنار الثورة، والأمثلة ظاهرة للعين في منطقتنا العربية وغيرها من بلدان العالم. لهذا استغلت القوى الأجنبية هذا الخلل في السودان على حساب مصلحة البلاد وسكانه، والبعض سعى لتحقيق مصالح آنية قصيرة دون أدنى اهتمام بالنتائج الوخيمة على هذا البلد الغالي على قلوبنا. وما يميز الثورة على البشير أنها جاءت مصحوبة بحركة مسلحة أخرى فرضت نفسها فرضاً، هي مليشيا الجنجويد الدعم السريع، التي تختلف عن الحركات الأخرى؛ فهي تتبع لعائلة بينما الأخريات مناطقية وقبلية مع ظلال من الولاء الشخصي، ولكن الدعم السريع يعتبر الأكبر حجماً وقوة والأكثر شراسة.
في ظل المنطقية والأيديولوجية والقبلية والعرقية والمليشيات والمصالح الفردية يصبح الخيار الوحيد السائد هو المصلحة والفائدة الذاتية حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة الكبرى للدولة، لذلك هبّت القوى الدولية لاغتنام هذا الوضع العبثي وإرسال البعثات تحت مسميات مختلفة والعمل على مد الجسور مع الطامعين والراغبين في الثروة والسلطة.
الصورة شديدة السواد لأن المرض مزمن وقديم وهناك تراكمات، فضلاً عن المصالح الشخصية والقبلية والمناطقية والأيديولوجية التي تستفيد هي وغيرها من هذا الوضع الذي لا يصلحه وقف النار المؤقت أو الهدنة أو أي تسوية لا تراعي جذور المشكلة. في حين تغلغل الفكر الإخواني في مفاصل الجيش وصبغة المصلحة العائلية والمصالح الشخصية وحب الذهب على تكوين قوات الردع السريع.
المصلحة الوحيدة التي لا يراعيها الطامعون هي مصلحة السودان كدولة ووطن وشعب بكامل أطيافه. لهذا يجب أن يكون التدخل من الدول الفاعلة في المنطقة لإعادة التهدئة ووقف الاحتكام للسلاح والسعي لحل المليشيات وضمها داخل الجيش، وإعادة هيكلة الجيش وعقيدته وتشكيل حكومة انتقالية تراعي مصلحة السودان وتعيد النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية للسودان الشقيقة.